يا من تحيي مصر عالي شأنه
للشاعر: جبران خليل جبران
يَا مَنْ تُحَيي مِصْرَ عَالِي شَأْنِهِ
فِيهَا رَئِيسُ حُكومَةٍ وَزَعِيمَا
لَكَ نَجْدَةٌ وَسَمَاحَةٌ وَنَزَاهَةٌ
حَمَتِ السَّوَادَ فَلنْ يَكونَ مُضِيمَا
أَعْظِمْ بِمَا لَكَ مِنْ أَيَادٍ فِي الحِمَى
عَمَّتْ وَلَمْ تَخْصُصْ بِهَا إِقْلِيمَا
كَمْ فِي مَسَاعِيكَ الجِسَامِ مَفَاخِرٌ
حَمَدَ الزَّمَان بِهَا وَكَانَ ذَمِيمَا
مِنْ أَجْلِهَا تَلْقَى وَمَجْدُكَ صَادِق
تَبْجِيلَ هَذَا الشَّعْبِ وَالتَّعْظِيمَا
سُؤْلُ الدِّيَارِ وَأَنْتَ مُبْلِغُهَا إِلَى
بَر السَّلامَةِ أَنْ تَعِيشَ سَلِيمَا
العِزَّةُ العقساءُ لا تَأْبَى عَلَى
بَطَلٍ المَوَاقِفِ أَنْ يَكُونَ رَحِيمَا
أَيَصُح حِكْمٌ مِثْلَمَا صَححْتَهُ
وَيَكُونُ فِي الوَطَنِ السَّوَادُ سَقِيمَا
إِنَّ افْتِتَاحِكَ وَحْدَةً صِحَّيَّةً
فَتْحٌ سَيَغْدُو فِي البِلادِ حَمِيمَا
مِنْ خِيرَةِ اللهِ الَّذِي فَوَّضْتَهُ
وَبِهِ الكِفَايَةُ عَامِلاً وَعَلِيمَا
هَيْهَاتَ يُدْأَبُ فِي المَبَرَّةِ دَأْبُهُ
مَنْ لَيْسَ حُبُّ الخَيْرِ فِيهِ خِيمَا
يَا مَنْ ضَرَبْتُمْ بِالمُرُوءةِ وَالنَّدَى
مَثَلاً كَمَا يَهْوَى الكِرَامُ كَريَما
قَدْ أَكْبَرَ البَلَدُ الأَمِينُ وَفَاءَكُمْ
وَبِمِثْلِهِ كَانَ العَظِيمُ عَظِيمَا
أَحْبَبْ بِكُمْ وَبِمَنْ إِلَيْكُمْ يَنْتَمِي
عِقْداً كَأَحْسَنِ مَا يَكُونُ نَظِيمَا
لَمْ نَلْقَ فِيمَا بَيْنَكُمْ إِلاَّ أَباً
وَأَخاً وَمِعْوَاناً أَبَرَّ حَمِيمَا
هَلْ يَسْتَقِيمُ الأَمْرُ بَيْنَ جَمَاعَةٍ
وَالدَّارُ تَجْمَعُ غَانِماً وَغَرِيمَا
0 أبيات مختارة
عن الشاعر
جبران خليل جبران
مجلس قراء هذه القصيدة
مساحة للتذوق الفني وتبادل الآراء حول الأبيات