ومجلس موفور الجلالة تنثني
للشاعر: النهشلي القيرواني
وَمَجلِسٌ موَفُورُ الجلالة تنثني
عُيُونُ الوَرَى عَنْهُ ويَنبو خِطابُهَا
ترى فيه رفعَ الطرف خفضا كأنَمَا
لِحَاظُ الرجَالِ رِيبَةٌ يُستَرَابُهَا
نَثَرتُ بِهِ غُرّ المعانِي كَأنهَا
قَلاَئِدُ دُرٍ زَانَ جيِداً سِخَابُهَا
إذا حُكتُها ظلّت نوَاسِجُ عبقَرٍ
حَوَاسِدَ مَدْسُوساً إليَّ عِتَابُهَا
على ملكٍ تُهْدَى إلى مكرمَاتهِ
عَقَائِلُ أشعَارِ يَرُفّ شَبَابُهَا
هُمَامٍ دَعَتْ كفّاه قاصية العلى
فَلَبّاهُ مِنْهَا صَفوُهَا ولُبَابُهَا
وَكَيفَ بِهَا إلاَّ عَليهِ طريقُهَا
وَأينَ بِهَا إلاَّ إليهِ ذَهَابُهَا
إذَا وَرَدالمنصُورُ أرضاً تهللَتْ
وُجُوهُ رُبَاهَا واستهَلَ رَبَابُهَا
إذَا اغبرّت الآفاقُ بُلتْ سماؤُهُ
ثَرَاها بِأيدٍ ما يَجف رَغَابُهَا
كأنّ العوَادي الزُرقَ عنهُ مضاؤُها
وخُضرُ السحَابِ من نداهُ عُبَابُهَا
فمن يولهِ سعداً يَنَلهُ ومن يرِد
بهِ شِقوَةً تُخلع عليهِ ثِيَابُهَا
يحل بها ما حلها البر والتقى
ويخضَر من بعد أصفرارٍ جَنَابُهَا
وما بلدٌ لم يؤتك الطّوعَ أهلُهَا
بآمِنَةٍ ألا تُدل هِضَابُهَا
تحُطُّ بها الأسد الضواري خواضِعا
لدَيكَ ولَوْ أنّ الكواكب غَابُهَا
ولَوْ أنهَا عاصتك غيرُ مجيبَةٍ
أجابَتكَ مِنْ تحت السيوفِ رِقابُهَا
تهابُكَ آفاتُ الخطوبِ فتَنتَهي
ولا تَنتَهِي عنْ خِطةٍ فَتَهَابُهَا
ترى كل نَهدٍ أعوجي حُجُولهُ
كمَا مجتِ الزرق الغَوَالِي حجَابُهَا
0 أبيات مختارة
عن الشاعر
النهشلي القيرواني
