ولت لذاذات الصبابة والصبا
للشاعر: حسن حسني الطويراني
وَلّت لذاذاتُ الصَبابة وَالصِّبا
كَالطَيفِ في أَجفان ذي أَرقٍ صبا
فَإِلَيكِ لا تَرمي الفؤادَ فَقَد كَفى
ما جال فيهِ من سواكِ وَأوصبا
وَإِلَيكِ كُفِّي عن مداعبةِ امرئٍ
لم يُبقِ فيهِ الدَهرُ عِندَك مأربا
فَلَقَد قَضيتُ مَع الشَبابِ وَأَهلِه
زَمَناً يَعزُّ مرورُه لَكن نَبا
وَالقَلب بَوّأَهُ سواكنَ قَبلُ ذا
أَحبابُ صدقٍ يا لَهُنَّ حَبائبا
كَيفَ الصَبابة بَعدَ أَيام الصبا
أَم كَيفَ يَجملُ أَن أَهيمَ وَأَطربا
وَالكَأسُ هاجرَ وَالنَديمُ سرت بِهِ
رَكبُ النَوى فَتحالفا فاستصحبا
نَقضَ الهَوى عَهدي وَلَستُ بِناقض
عَهدي لِأَهليه عَلى ما استوجبا
فَرعى إلهي غبطةً ذهبت عَلى
غَيظِ العذول وَلَوعةً لَن تذهبا
وَسَقى الشَبابَ وَأَهلَه وَغُرورَه
صَوبُ الحَيا ما ضاءَ نجمٌ أَو خبا
فَلَقَد مَضى لا رجعةً لمودّعٍ
مِنهُ وَلا مسعى يقرّبُ مطلبا
وَلطالما قَد بتُّ تَحتَ جَناحه
في لَيلة أَجلو الزجاجةَ كَوكَبا
وَلطالما رُعتُ الرَعيلَ صَواهلاً
وَقنصتُ من تلكَ الملاعب رَبرَبا
وَلطالما وَفّيتُ ما اشترط الهَوى
وَذهبتُ في دين المَلاعب مذهبا
كُلٌّ تَولّى ما علمت بقدره
لَكن تحقّقت الَّذي قَد أَعقبا
0 أبيات مختارة
عن الشاعر
حسن حسني الطويراني
مجلس قراء هذه القصيدة
مساحة للتذوق الفني وتبادل الآراء حول الأبيات