وداعا وداعا ودعي مصر ودعي

للشاعر: حسن حسني الطويراني

وَداعاً وَداعاً وَدِّعي مصر وَدّعي
سَقتكِ الغَوادي من مَغانٍ وَأَربُعِ
ديارٌ  بِها وَلّى غُرورُ الهَوى وَقَد
أُروَّعُ  عَنها اليَومَ من بَعد أَربع
سُرورٌ وإخوانٌ وَخلٌّ وَصاحبٌ
وَكُلٌّ عَلى ما شئتَه وَفق مطمعي
وَأَمسيتُ  بي من حيرةٍ أَيُّ لَوعةٍ
عَلى  أَسفٍ يُجري العُيونَ بِأَدمُع
إِذا ذكرت نَفسي حَبيباً أَلفتُه
بَكيتُ عَلى التَفريق بَعد التجمُّع
وَهمتُ وَلا أَشكو لغيرِ تَأمّلي
وَلَيسَ سِواه بعدَهم يا أَخي معي
وَلم أَدرِ ما أَبكي أَعهداً وَقَد مَضى
وَمَغنىً وَقَد أَمسى كَبيداءِ بلقع
وَكَأسَ  مدامٍ أَو ندامى عَلى صَفا
وَرَوضاً أَريضاً من أَمانٍ وَمَطمع
أَسيرُ وَأَثني الطَرفَ نَظرةَ باهتٍ
فَلا أَملٌ يُغري وَلا البَأس مقنعي
وَيا  رُبَّ يَومٍ لي بمصرَ وَلَيلةٍ
نَهبتُ الصفا بالبابليِّ المُشعشَع
مدامٌ  تريك الدَهرَ عَبداً إِذا سعَت
إِلَيك  بها ذاتُ البَها وَالتمنُّع
يُذيبُ لكَ الياقوتَ في الكأسِ خدُّها
وَتُنشدُكَ الأَزمانُ خُذ وَتَمتِّع
وَإِن بَدرَت وَالبَدرُ في ليلِ تَمِّهِ
تحيّرتَ  وَجداً بينَ أُفقٍ وَبُرقُع
فَيا  نَفسُ صَبراً وَاحتساباً لفرقةٍ
يَطولُ مداها بعد طُولِ التجمُّع
وَيا  صاحبي رَدّد ليَ الدَمع قائِلاً
وداعاً وداعاً وَدّعي مصرُ وَدّعي
0 أبيات مختارة

عن الشاعر

حسن حسني الطويراني

مجلس قراء هذه القصيدة

مساحة للتذوق الفني وتبادل الآراء حول الأبيات

💬 التعليقات0

يجب عليك تسجيل الدخول لتتمكن من إضافة تعليق.

تسجيل الدخول / إنشاء حساب