وافى الصفا بتحية وسلام
للشاعر: حسن حسني الطويراني
وافى الصَفا بتحية وَسَلامِ
فَالسَعدُ عَبدي وَالزَمانُ غلامي
وَأَرى اللَيالي أَسفرت بمسرّةٍ
كانَت أَسرَّ سَرائرِ الأَيام
وَتبسَّمت عَن ثَغر بشرٍ ضاحكٍ
وَتمايلت من فرحها بمدام
وَأَرى الصَبابةَ عاودَتني بعدما
أَخذ السلوُّ لنهجه بذمامي
خَلعت عَليّ من الشَباب مطارفاً
مِن بَعد ما أَخلقت مِن أَعوام
نادَت فؤادي للهوى وَقَد أَرعوى
فَأَجابها بمدامةٍ وَندام
فَشكرتُها وَحمدتُ حُسنَ صَنيعها
وَثَنيتُ عَن هذا الزَمان ملامي
وَافت تذكّرني حَديثاً قَد مَضى
فَطفقتُ أُذكرها قَديمَ هيامي
وَالناد زاهٍ بِالأَحبة زاهرٌ
أُفقاً وَمَن أَهواه بَدر تَمام
وَالعود ردَّد عَن لِسانِ سُرورنا
شكراً لَها وَنزيدُه بِدَوام
وَافى الحَبيب فَلاح أُنسي فانجلى
حُزني وَزالَت حَيثُ عاد سقامي
حبٌّ كأن البَدر نورُ جَبينه
أَو أن من فرعيه لَونَ ظَلام
سكرى لَواحظُه بخمرةِ دلِّه
أَغناه خمرُ دَلاله عَن جام
يَرنو فيسكر من يَراه بلفتة
طوراً وَطوراً يَعتدي بحسام
يا قَلب لا تخش الشَواجرَ في الوَغى
مِن بَعد ما لاقيت رمحَ قَوام
نَزِّه عُيونك في مطالع حُسنه
وَاظهر كَمالَك في بَديع كَلام
0 أبيات مختارة
عن الشاعر
حسن حسني الطويراني
مجلس قراء هذه القصيدة
مساحة للتذوق الفني وتبادل الآراء حول الأبيات