وا حبذا صولة الأجفان بالحور

للشاعر: حسن حسني الطويراني

وا  حبّذا صولةُ الأَجفانِ بالحَوَر
وَحبّذا زَهرةُ الوَجنات بالخفرِ
وَحبذا حسنُ هاتيك الشمائل إِذ
تَحكي الشَمائل في الجَنّات بالسحر
قد نبَّهت نرجساً قد غضَّ أَعينَه
وَالطلُّ كلَّل تاجَ الزَهر بالدرر
وَالرَوضُ يبسط من أَنواره فُرُشاً
وَالطَيرُ  تشدو عَلى عودٍ من الشجر
وَالقَطرُ يَبكي وَأَزهارُ الرُبَى ضحكت
وَالغُصنُ  يَرقصُ بين الطيرِ وَالوَتر
فَيا لَها نظرةً قَد أَسلمَت كَبدي
إِلىالهَوى وَسَعَت بي موقفَ الخطر
وَكان  أَوّلَ  أَمرٍ  بيننا نظرٌ
وَجلُّ نارٍ تُرَى من أَضعفِ الشرر
فَصُلتَ  عزّاً وَذلّي أَنتَ عالمُه
وَتهتَ عنّيَ لمّا تاه مصطبري
وَكَم   ليالٍ  وَأَيامٍ  أُكايدُها
بَين  انتظار وَبين الفكر وَالسهر
وَمذ  تسترتَ عَني بِالنَوى افتُضِحت
سَرائري وَكفى خُبْري عن الخَبَر
يا أَهيفاً راعني بعد الوَفا بجفا
وَزادَني بالنَوى يأساً عَلى ضجري
وَدّعتَني وَتَرى حالي وَما فعلت
يَدُ اللَيالي بصبرٍ غير منتصر
أَوكلت عينيَ أَن تجري مدامعُها
وَذُدتَ نوميَ بالتسهاد وَالعِبَر
وَقال  قومٌ  لواحٍ لا خَلاقَ لهم
اسْلُ المُنائينَ وَاخْلِ القَلبَ عن كدر
وَكَيفَ أَسلو وِداداً قَد تحكَّم مِن
قَلبي  وَخامرَه في غرَّةِ العُمُر
سقياً لعصرِ اللقا ما كان أَطيبَهُ
لَو  لم يُشَبْ فيهِ عَهدُ الوَصلِ بالقِصَر
عصر الصبا وَالتَصابى وَالهَوى مُزِجَت
كؤوسُه بلذيذِ الأُنسِ وَالسمر
لقد  تَوالت لذاذاتٌ فما رَضِيَت
نَفسي الوصالَ وَصَفواً غيرَ منحصر
حَتّى تولّت وَما قضّيت واجبَها
كَأَنَّها في سُراها طارِئ الفِكَر
لو  كُنتُ أَملكُ ذا أَو كان يملكُه
لكان سَهلاً وَلَكن سابِقُ القدر
فَها أَنا بعدَهم أَبكي معاهدَهم
وَأذكرُ  العهدَ ذكرَ العين بالأثر
وَهَكذا  الدَهرُ هَمٌّ وَانشراحُ فما
حالٌ  يَدوم  عَلى صَفوٍ وَلا كدر
مثلي  وفِيٌّ بما استُودِعتُه وَكذا
يفي الكَريمُ عَلى يَأسٍ وَفي خَطر
0 أبيات مختارة

عن الشاعر

حسن حسني الطويراني

مجلس قراء هذه القصيدة

مساحة للتذوق الفني وتبادل الآراء حول الأبيات

💬 التعليقات0

يجب عليك تسجيل الدخول لتتمكن من إضافة تعليق.

تسجيل الدخول / إنشاء حساب