نفسي تميل إلى الفراغ وحالتي
للشاعر: حسن حسني الطويراني
نفسي تميلُ إِلى الفَراغ وَحالَتي
تَدعو إِلى شغل وَتأمر بالعملْ
ما حيلتي يا قوم في دار قضت
أن تطلب الآمال ما فوق الأجل
هل تخدع الأَيام نفسي بعد ما
جرّبت أَيامي وَأَهليها الأُوَل
أَو تُطمِعُ الدنيا بما في وسعها
قلباً رَأى أَنّ الزَمان له دول
كلا فقد أَدركتُ ما غاياتها
وَعلمتُ أَنّ الصاب في طعم العَسل
وَأَجلت فيها فكرةً نقادةً
بعد اختبار للأمور وَلا تَسل
وَلَقَد شَربتُ من المدامة صافياً
كَالشَمس إِذ لَبست جلابيبَ الطَفَل
وَلمستُ تلك الناعمات نواهداً
وَسحرتُ سحرَ اللحظ في ذاك الغزل
وَجَميع ذلك كان معذرةَ الصبا
زالَت وَظلٌّ كان ذلك فانتقل
فصحوتُ عن كُلٍّ سوى وَجدٍ عَلى
تذكارِ هاتيك الليالي لم يَزل
وَلكَم حسدتُ عَلى الخلاعة أَهلَها
وَاليَوم أَحسدُ من تجافي وَاعتزل
وَا حبذا أنسٌ بوحشيِّ الفلا
لَو كانَ ذلك ممكناً فيما حصل
من لي بعيشٍ موحشٍ أحيى بهِ
كَالمضرحيّ يعيش في وكن الجبل
0 أبيات مختارة
عن الشاعر
حسن حسني الطويراني
مجلس قراء هذه القصيدة
مساحة للتذوق الفني وتبادل الآراء حول الأبيات