منحتك ألقاب العلا فادعني باسمي
للشاعر: محمود سامي البارودي
مَنَحْتُكَ أَلْقَابَ الْعُلا فَادْعُنِي بِاسْمِي
فَمَا تَخْفِضُ الأَلْقَابُ حُرّاً وَلا تُسْمِي
إِذَا كَانَ عُقْبَانُ الْجَدِيدِ إِلَى بِلَىً
فَلا فَرْقَ مَا بَيْنَ الْحَدِيثِ وَلا الرَّسْمِ
تَأَمَّلْ إِلَى الدُّنْيَا بِعَيْنٍ بَصِيرَةٍ
لَعَلَّكَ تَرْضَى بِالْقَلِيلِ مِنَ الْقَسْمِ
فَمَا الْعَيْشُ إِلَّا خَطْرَةٌ عَرَضِيَّةٌ
تَزُولُ كَمَا زَالَ الْحَثِيثُ مِنَ النَّسْمِ
وَهَلْ نَحْنُ إِلَّا مِثْلُ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا
فَسَلْ عَنْ جَدِيسٍ أَيْنَ وَلَّتْ وَعَنْ طَسْمِ
تَزَوَّدْ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا فِيهِ بُلْغَةٌ
فَسَوْفَ تُعَانِي الْجَدْبَ يَا رَاعِيَ الْوَسْمِي
لَعَمْرِي لَنِعْمَ الْمَرْءُ مَنْ بَاتَ رَاضِياً
بِمَا خَصَّهُ مِنْ فَيْضِهِ سَابِقُ الرَّسْمِ
تَفَلْسَفَ قَوْمٌ فِي الْمَقَالِ وَمَا دَرَوْا
جَرِيرَةَ مَا أَبْقَوا عَلَى الدَّهْرِ مِنْ وَسْمِ
وَلَوْ رَاجَعُوا هَذِي النُّفُوسَ لَعَالَجُوا
بِتَرْكِ الْخَطَايَا مُعْضِلَ الدَّاءِ بِالْحَسْمِ
فَدَعْ هَذِهِ الدُّنْيَا وَإِنْ هِيَ أَقْبَلَتْ
عَلَيْكَ بِإِيمَاضِ الْبَشَاشَةِ وَالْبَسْمِ
فَلَوْ جَرَّبَ الإِنْسَانُ أَخْلاقَ دَهْرِهِ
لأَمْسَكَ بِالْيَأْسِ الْمُرِيحِ عَنِ الْعسْمِ
فَمَنْ لِي بِرَأْيٍ صَادِقٍ أَقْتَفِي بِهِ
مَدَارِجَ قَوْمٍ أَدْرَكُوا الأَمْرَ بِالْقَسْمِ
بَرَتْنِي تَبَارِيحُ الْحَيَاةِ فَلَمْ تَدَعْ
لَدَيَّ سِوَى رُوحٍ تَرَدَّدَ فِي جِسْمِ
يَقُولُونَ مَحْمُودٌ وَيَا لَيْتَ أَنَّنِي
كَمَا زَعَمُوا أَوْلَيْتَ لِي طَائِعاً كَاسْمِي
0 أبيات مختارة
عن الشاعر
محمود سامي البارودي
مجلس قراء هذه القصيدة
مساحة للتذوق الفني وتبادل الآراء حول الأبيات
