لولا الحمى وصبايا بالحمى عرب
للشاعر: العفيف التلمساني
لَوْلاَ الحِمَى وَصَبَايَا بِالْحِمَى عُرُبُ
مَا كَانَ فِي البَارِقِ النَّجْدِيِّ لي أَرَبُ
حَلَّتْ عُقُودَ اصْطِبَارِي دُوْنَهُ حُلَلٌ
حُقُوُقهَا كَارتِيَاحاتِي لَهَا تَجِبُ
وَفِي رِيَاضِ بِيوُتِ الحَيِّ مِنْ إِضَمٍ
وَرْدٌ جَنِيٌّ وَفِي أَكْمَامِهَا القُضُبُ
يَسْقِي الأَقَاحِيَ مِنْهَا قُرْقُفٌ فإِذَا
لاَحَ الحَبَابُ عَلَيْهَا فَاسْمُهُ الشَّنَبُ
يَقْضِي بِهَا لِعُيُونِ النَّاظِرينَ عَلَى
كُلِّ القُلُوبِ قَضَاءٌ مَا لَهُ سَبَبُ
إِلاَّ تَمَارُضَ أَجْفَانٍ إِذَا سَلَبَتْ
فَمُقْتَضَى هَمِّهَا المَسْلُوبُ لاَ السَّلَبُ
وَلِي لَدَى الحِلَّةِ الفَيْحَاءِ غُصْنُ نَقَا
يَهْفُو فَيَجْذِبُهُ خَفْقٌ فَيَنْجَذِبُ
لاَ يَقْدِرُ الحِبُّ أنْ يُخْفِي مَحَاسِنَهُ
وَإِنَّمَا فِي سَنَاهُ الْحُجْبُ تَحْتَجِبُ
أُعَاهِدُ الرَّاحَ أَنَّى لاَ أُفَارِقُهَا
مِنْ أَجْلِ أَنَّ الثَّنَايَا شِبْهُهُا الحَبَبُ
وَأَرْقُبُ البَرْقَ لاَسُقْيَاهُ مِنْ أَربَى
لَكِنَّهُ مِثْلُ خَدَّيْهِ لَهُ لَهَبُ
يَا سَالِماً فِي الهَوَى مِمَا أُكَابِدُهُ
رِفْقَاً بِأَحْشَاءِ صَبٍّ شَفَّهَا الوَصَبُ
فَالأَجْرُ يَا أَمَلي إِنْ كُنْتَ تَكْسِبُهُ
مِنْ كُلِّ ذِي كَبِدٍ حَرَّاءَ تَكْتَسِبُ
يَا بَدرَ تَمٍّ مُحَاقِي فِي زِيَادَتِهِ
ما أَنْ تَنْجَلِي عَنْ أُفْقِكَ السُّحُبُ
صَحَا السُّكَارَى وَسُكْرِي فِيكَ دَامَ وَمَا
لِلسِّكْرِ من سَبَبٌ يُرْوَى ولاَ نَسَبُ
قَدْ أَيَّسَ الصَّبْرَ وَالسِّلْوَانَ أَيْسَرُهُ
وَعَاقَبَ الصِّبَّ عَنْ آمَالِهِ الوَصَبُ
وَكُلَّمَا لاَحَ يَا دَمْعِي وَمِيضُ سَنىً
تَهْمِي وَإِنْ هَبَّ يَا قَلْبِي صَباً تَجِبُ
0 أبيات مختارة
عن الشاعر
العفيف التلمساني
