لو أن قلبك مثل القد ينعطف

للشاعر: حسن حسني الطويراني

لو  أن قَلبَك مثل القَدّ يَنعطفُ
ما طارَ قَلبي عَلى غُصنٍ بِهِ هَيَفُ
أَو كانَ لحظُك سَهماً غَيرَ منحرف
ما  خابَ عَن رَدّه من مهجتي الهدف
أَو  كانَ حبُّك شيئاً أَستطيعُ لَهُ
بعضَ  التَلافي لما أَودى بي التلف
أَو كانَ صدُّك عبئاً قَد يَقوم بِهِ
صَبرٌ  لَما اضطرّني التكليفُ وَالكلف
أَو كانَ جَورُك حُكماً لَست أَنكره
ما بتُّ يا مذنباً بالعذر أَعترف
أَشكو إِلى اللَه من وَجدٍ بِهِ ائتلفت
أَشجانُ نَفسيَ وَالأَحوال تختلف
أَنصفتُ حبَّك من قَلبي ومن عجبٍ
يا  عادل القدّ أني لَست أَنتصف
منعتني وَردةَ الوَجنات ناضرةً
وَإِنَّما أَنا بِالأبصار أَقتطف
أَسهرتَني بليال الشعر في شجنٍ
يَطول ليلي وَقَد طالَت بي الزُلَف
جَعَلتَني أَتغنّى بالحنين عَلى
ذاكَ اللقا وَمن الأَحداقِ أَرتشف
يَبيت  مطرب وَجدي دَفُّهُ كَبدي
وَيَرقص القَلبُ شَوقاً وَهوَ يرتجف
إِذا اِنجَلى بَدرُ طَيفٍ في سَما فكرٍ
حمته عَنّيَ سُحبُ الدَمع تنذرف
وَإِن بَدَت شَمسُ حُسن الحبِّ في خلَدي
نادَيتُ يا علّ شَمسَ الأُفقِ تَنكسف
وَإِن تَمايل غُصنُ البان في ميسٍ
ناديتهُ  فاتَك الإِعجابُ وَالصلَف
وَإِن  تنضّر خدُّ الوَردِ قلت لَهُ
هَيهات  مِنكَ دَوامُ الحُسنِ وَالتَرَف
وَإِن تَأَلّق برقُ الوَعد في ظُلمِ ال
رَجاء كادَت بِهِ الأَرواحُ تختطف
فَيا رَعى اللَهُ عيناً غَيرَ ساهدةٍ
وَيا وَقى اللَه قَلباً ما بِهِ شغف
إِن المُحبين في حزنٍ وَإِن فرحوا
يَوماً أَذلاءُ في وَجدٍ وَإِن شرفوا
وَتِلكَ سيرةُ من يَهوى وَمصرعُه
لا يَنتهي سلفٌ إِلا اِبتَدى خَلف
فَيا  عَواذلَ أَهل الذَوق معذرةً
لا  تعذلوهم وَعن جاري الدُموع قِفوا
فَالحُبُّ  داءٌ دَفينٌ لَيسَ يدركُه
علمُ الطَبيبِ وَلا يُجدي لَهُ الأَسَف
حتمٌ عَلى كُلِّ ذي ذَوقٍ وَذي أَدَبٍ
ذلُّ  الهَوى كَيفما تقضي بهِ الصدف
وَما عَلى النَفس أَن تَهوى الجَمال وَإِن
لام  الخليّون من في حبِّهم عكفوا
لا  يَعلم الحُبَّ إِلا عاشقٌ دَرِبٌ
لا  ما تُنمِّقُه الأَسفارُ وَالصُحُف
وَكَيفَ  يَعرفُ لذاتِ الغَرام فَتىً
آدابُه  بمقالِ الغَير تنصرف
وَهَل  يصحُّ هَوىً إلا لذي سقمٍ
يَقوى عَلى الحُبِّ وَهوَ الوالِهُ الدَّنِف
وَلَيسَ  كُلُّ عُيونٍ دَمعُها هدرٌ
وَلَيسَ  كلُّ  فؤادٍ وَجدُه لَهَف
لا دَمعَ إِلا الَّذي تُجريهِ عَينُ شجي
وَلَيسَ  دُرّاً سِوى ما جادهُ الصدف
ما الحُبُّ إِلا ارتباطٌ في مشاكلةٍ
حَيثُ الحَقائق وَالأَرواح تَأتلف
نارٌ  تؤجِّجُ ما بين القُلوب لكي
تمزّقَ الحُجبَ عَن وَجدٍ فينكشف
كم  شدّد الأَمرَ نونُ الحاجبينِ لما
أَبان مَعنى الهَوى من قدِّه الأَلِف
لامُ العذار وواوُ الصدغ قد جُمِعا
يعلِّمان الترجّي حيث يتّصف
وَإِن تَقدّمَ سينَ الثغرِ ميمُ فَمٍ
ماس  القَوامُ بأَمرٍ ليس ينحرف
0 أبيات مختارة

عن الشاعر

حسن حسني الطويراني

مجلس قراء هذه القصيدة

مساحة للتذوق الفني وتبادل الآراء حول الأبيات

💬 التعليقات0

يجب عليك تسجيل الدخول لتتمكن من إضافة تعليق.

تسجيل الدخول / إنشاء حساب