شعار الديوان التميمي

لنا على دجلة نخل منتخل

للشاعر: كشاجم

لَنَا عَلَى دِجْلَةَ نَخْلٌ مُنْتَخَلْ
نُسْلِفُهُ مَاءً وَيَقْضِيْنَا عَسَلْ
مُسَطَّرٌ عَلَى قَوَامٍ مُعْتَدِلْ
لَمْ يَنْحَرِفْ عَنْ سَطْرِهِ وَلَمْ يَمِلْ
ذُو قَدَرٍ فَلاَ عَلاَ وَلاَ سَفُلْ
يُسْقَى بِمَاءٍ وَهْوَ شَتَّى فِي الأُكُلْ
كَأَنَّمَا أَعْذَاقُهُ إِذَا حَمَلْ
غَدَائِرٌ مِنْ شَعَرٍ وَحْفٍ رَجِلْ
وَفِيْهِ عُمْرِيٌّ كَعُمْرٍ مُتَّصِلْ
فِي لَوْنِ دَاءِ العِشْقِ لاَ دَاءِ العِلَلْ
كَالذَّهَبِ الإِبْرِيْزِ لَوْنَاً وَمَحَلْ
يُجَمِّشُ الخَوْدَ بِهِ الصَّبُّ الغَزِلْ
لَو نَظَمَتْهُ البِكْرُ عِقْدَاً لاَحْتَمَلْ
وَفَاقَ عِقْدَ الدُّرِّ حُسْنَاً وَفَضَلْ
يُمَلُّ إِدْرَاكُ المُنَى وَلاُ يُمَلْ
وَخِيْسُوَانٍ طَعْمُهُ يَشْفِي الغُلَلْ
كَأَنَّهُ أَطْرَافُ رَبَّاتِ الحَجَلْ
لَمْ يَنْدَرِسْ خِضَابُهَا وَلاَ نَصَلْ
يُومِيْنَ بِالتَّسْلِيْمِ إِيْمَاءً بِدَلْ
كَاَنَّ فِي أَعْذَاقِهِ مِثْلَ الشُّعَلْ
مَا زَالَ فِي الأَفْيَاءِ يُغْذَى وَيُعَلْ
يُشْمَسُ أَحْيَانَاً وَأَحْيَانَاً يُطَلْ
وَيَكْتَسِي مِنْ صِيْغَةِ البَدْرِ حُلَلْ
كَأَنَّهَا فِي الخَدَّ تَلْوِيْنَ الخَجَلْ
وَعَظُمَ الأَزَاذُ فِيْهِ وَنَبُلْ
فَأَمْتَعَ الأَفْوَاهَ مِنْهُ وَالمُقَلْ
فِي هَذِهِ لَذَّةٌ وَفِي هَاتِيْكَ جَلْ
مِثْل أَنَابِيْبِ قَنَا الخَطِّ الذُّبُلْ
لَوْلاَ النَّوَى يُمْسِكُ مِنْهُ لَهَطَلْ
تَعَاقَبَتْهُ غُدُوَاتٌ وَأُصُلْ
وَجَادَهُ مَاءٌ مَعِيْنٌ وَسَبَلْ
حَتَّى إِذَا قِيْلَ تَنَاهَى وَكَمَلْ
جَاءَ بِهِ الخَارِفُ مُنْزُورٌ جَذِلْ
مُحْتَفِلاً أَحْبِبْ بِهِ مِنْ مُحْتَفَلْ
فِي سَاعَةٍ أَطْيَبَ مِنْ نَيْلِ الأَمَلْ
حَتَّى مَضَى جَيْشُ الشَّبَابِ فَرَحَلْ
وَأَقْبَلَ الصُّبْحُ مُنِيْرَاً فَنَزَلْ
وَخَصِرَ المَلْمَسُ فِيْهِ أَوْ ذَبَلْ
وَشَمِلَ الرُّوحَ وَمَا كَانَ شَمِلْ
فَأَيُّمَا ضَيْفٍ وَجَارٍ لِمْ يَنَلْ
مِنْهُ وَكَانَ الزَّادُ عِنْدِي مُبْتَذَلْ
0 أبيات مختارة

عن الشاعر

كشاجم

💬 التعليقات0

يجب عليك تسجيل الدخول لتتمكن من إضافة تعليق.

تسجيل الدخول / إنشاء حساب