للهم وقت وللأفراح أوقات

للشاعر: حسن حسني الطويراني

للهم وَقتٌ وَللأفراح أَوقاتُ
فليُضرَمِ  القَلبُ أَو فلتَجْرِ عبراتُ
فكيف  صبرٌ وَهَل للبين مصطبرٌ
وَكَيفَ نَومٌ وَبين الصدر جَمرات
شُلَّت يد البين ماذا تبتغي أَبداً
أَما كَفى من قديم الدَهر لَوعات
أَبكي عَلى فقدها بَين الوَرى وَلهاً
ما دامَت الأَرض تَعلوها السَموات
حَتّى النَسيم عَليل في الجِنان سَرى
وَالطلُّ  أَدمعه وَالزهرُ وَجنات
وَلو نظمت الثريا في الرثاء لَها
أَفنى وَقَد بقيت في النَفس حاجات
ما  للنوى وَفؤادي كَم يعرّضه
نحو  الجَوى وَلَكَم تَرميهِ آفات
زَففتها  نحوَ جَنات النَعيم وَهَل
يُهدَى فَديتك للجنات جَنات
ما كُنت أَحسب ما لاقيت من زَمني
أَن يستطيع لَهُ الصَبرَ الجَمادات
وَالمَرء في قَبضة الأَيام غاديةٌ
تَهوي بحالاته في الدَهر حالات
كُل  النَوى هَينٌ يَقوى لصدمته
ما دام للقرب بعد البعد ميقات
أَرجو  البقا راثياً حتّى إِذا ذكرت
نَفسي اللقا علقت بالموت شهوات
حسب الفَتى عيشة يَهوى الحِمام بها
وَويح حبي يَبكيهِ الأُلى ماتوا
قف  موقف الذل ما بين القُبور وَقُل
يا  منزل القفر قَد وافتك سادات
فَربما عاش أَقوام رَثوا سَلفاً
وَلَو  درت رَثت الأَحياء أَموات
وَإنما المَوت خطب ينجلي وَتَرى
ما  قدّمته يد تَدعوها غايات
وَفاقد  الخل في الدُنيا وَإِن عظمت
في عَينه فَلها في القَلب صدعات
يا نَفسُ هذا سَبيلٌ سَوف نَسلكه
وَذاكَ دنٌّ ستُملَى منهُ كاسات
إِذا علمنا فلا نَأسى عَلى أَحدٍ
فَالدَهر ميداننا وَالعُمر كرّات
وَاللَه يَبقى وَيَفنى الخَلقُ كُلُّهم
فاصبر  أَو اجزع فَقد يَمحوك إثبات
0 أبيات مختارة

عن الشاعر

حسن حسني الطويراني

مجلس قراء هذه القصيدة

مساحة للتذوق الفني وتبادل الآراء حول الأبيات

💬 التعليقات0

يجب عليك تسجيل الدخول لتتمكن من إضافة تعليق.

تسجيل الدخول / إنشاء حساب