قم هاتها الصهباء لون العسجد
للشاعر: حسن حسني الطويراني
قم هاتِها الصهباءَ لَون العسجدِ
حَتّى نَرى الشمسَ المُنيرةَ في اليَدِ
وَاغنم من الأَيام ما سمحت بِهِ
إِنّ اللَيالي غرّةٌ فتزوّدِ
إِياك أَن تهملْ سرورَك ساعةً
ما دام مَن تَهوى يَفيكَ بموعد
وَاشرب هنيئاً من رحيقٍ أَحمرٍ
في رَوضةٍ فُرشَت كِساءَ زبرجد
وَادعُ النَديمَ إِلى المُدامِ وَغَنِّهِ
وَدَع المُفنِّدَ بالملامةِ يهتدي
أَو ما تَرى أَنّ الظَلامَ هوت بِهِ
زُهرُ النُجوم وَأَقبل الصُبحُ الندِي
وَاللَيل يبسمُ عن ثَنايا زَهرهِ
وَيُحيلُ كافوراً معادنَ إِثمد
فكأنّ ليلَك وَالنُجوم زَهَت بِهِ
درٌّ قَلائدُه بكفِّ مُبدّد
أَو أَنّما ظلماتُه وَنجومُه
هِيمٌ تهيمُ من الصَباحِ بمَورِد
وَكَأنّ كَأسَك والمدامَ وَمَن سَقى
شَمسٌ وَدارتُها وَنجمُ الفَرقد
فاخلع عذارَك وَالوَقارَ وَخلِّنا
نَلهو وَلا تُبقي السُرورَ إِلى غَد
وَتزوّدِ الوَردَ الجنيَّ من الخدو
دِ الزُهر من هذا القَوامِ الأَملد
فَألذُّ عيشكَ ما قضيتَ غَبوقَهُ
مع غادةٍ وصَبوحَه مع أَغيد
هذي الحَمائمُ بالهدير تَرنَّمت
فكأنما قالت شَربتُ فَغرّد
وَأَعزُّ عمرٍ ما اقتنيتَ بِهِ العلا
بمُفوَّقٍ وَمُقوَّمٍ ومُجرَّد
وَأجلّ فعل ما يقال فعلتَه
لتَسُرَّ مَن والَى وتُردي المعتدي
وَأَحق قول قلتَه إِذ قلتَه
قال الأَنام صدقت فانشئ وَانشد
إِنّ الكِرام من الكرام وَهَكذا
تَدري الأَكارمَ قَبلَ يَوم المَولد
0 أبيات مختارة
عن الشاعر
حسن حسني الطويراني
مجلس قراء هذه القصيدة
مساحة للتذوق الفني وتبادل الآراء حول الأبيات
