قم فاعقر الهم بالعقار
للشاعر: كشاجم
قَمْ فَاعْقِرِ الْهَمَّ بِالْعُقَارِ
فَالْخَمْرُ دِرْياقَةُ الخُمَارِ
وَهَاتِهَا يَا غُلاَمُ صِرْفَاً
حَمْرَاءَ مُصْفَرَّةَ الخِمَارِ
صَبَاحُ رَاحٍ دَجَا عَلَيْهِ
فِي فَلَكِ الدَّنِّ لَيْلُ قَارِ
وَجِسْمُ نُورٍ تَرَاهُ يَبْدُو
كَنَاظِرٍ فِي قَمِيْصِ نَارِ
مِنْ كَفِّ أَغْيَدَ فِي رُنُوِّ
وَفِي احْوَرَارٍ وَفِي نِفَارِ
غُصْنُ قَوَامٍ عَلَى كَثِيْبٍ
وَلَيْلُ شَعْرٍ عَلَى نَهَارِ
فِي وَرْدِ خَدِّ لَهُ جَنِيٍّ
رَيَحْانُ صُدْغٍ لَهُ مَدَارِ
مُذَكَّرُ العَدْوِ والتَّثَنِّي
مُؤَنَّثُ الدَّلِّ كالجَوَارِي
إِذَا سَقَى بالصِّغَارِ صَبَّاً
سَقَتْهُ عَيْنَاهُ بالكِبَارِ
لاَ عُذْرَ فِيْهِ لِمَنْ رَآهُ
فَلَمْ يَرُحْ خَالِعَ العِذَارِ
شَرِبْتُ مِنْ كَأسِهِ عُقَارَاً
وَمِنْ ثَنَايَاهُ كَالْعُقَارِ
حَتَّى إِذَا الرَّاحُ رَنَّحَتْهُ
وَشَدَّهُ السُّكْرُ بِانْكِسَارِ
وَخَالَطَتْ وَرْدَ وَجْنَتَيْهِ
فَضَاعَفَتْهُ بِجُلَّنَارِ
بِتْنَا وَقَدْ ضَمَّنَا إِزَارٌ
لِلَّهِ مَا ضُمَّ فِي الإِزَارِ
فَظُنَّ مَا شِئْتَ بِي فَإِنِّي
أَتَيْتُ مَا شِئْتَ مِنْ خَسَارِ
0 أبيات مختارة
عن الشاعر
كشاجم
