قدم الرئيس مقدما في سبقه
للشاعر: الصاحب بن عباد
قَدم الرَئيسُ مقدَّماً في سَبقِهِ
وَكَأَنَّما الدُنيا جَرَت في طَرقِهِ
فَجِبالُها من حِلمِهِ وَبِحارُها
مِن جودِهِ وَرِياضِها من خُلقِهِ
وَكَأَنَّما الأَفلاكُ طوع يَمينِهِ
كَالعَبدِ مُنقاداً لِمالِك رقِّهِ
قَد قاسَمتَهُ نُجومُها فَنحوسُها
لعدُوِّه وَسعودُها في أُفقِهِ
ما زِلتُ مُشتاقاً لِنور جَبينِهِ
شوقَ الرِياضِ إِلى السَحابِ وَودقِهِ
حَتّى بَدا من فَوقِ أَجرَدَ سابِحٍ
اِن قالَ فُتُّ الريحَ فاه بِصِدقِهِ
يَحكي السَحابَ طُلوعُهُ فَصَهيلُهُ
مِن رَعدِهِ وَمَسيرُهُ من بَرقِهِ
فَنَظَمتُ مدحاً وَلا وَفاءَ بِمِثلِهِ
وَسَجدتُ شُكراً لا نهوضَ بحقِّهِ
عن الشاعر
الصاحب بن عباد
