قد قلدوك قلائد الدر
للشاعر: جبران خليل جبران
قدْ قَلَّدُوكِ قَلائِدَ الدُرِّ
وَتَنَافسَوا فِي النَّظْمِ وَالنَّثرِ
أَغْلى الْجَوَاهِرِ أَرْخَضُوهُ وَمَا
ضَنَّوا بِديبَاجٍ وَلا شَذْرِ
أَمَّا أَنَا فَهَديَّتي كَلِمٌ
إِنَّ الْكلاَم هَديَّة الفَقْرِ
عُذْراً فَمَا التقْصِيرُ مِنِّي فِي
وَدِّي فَمُنِّي وَاقْبَلي عُذْرِي
كَلِمٌ أُقَدِّمُهَا عَلى خَجَلٍ
مخْبُوءَةً فِي طَاقةِ الزَّهْر
أَدْرِي بِخَفْضِ مَقَامِها وَبِمَا
لكِ مِنْ مَقَامٍ فوْقَهَا أَدْرِي
لَكِنَّ مِرْآةً وإِنْ عَطَلَتْ
مِنْ زِينَةٍ وَخلَتْ مِنَ التِّبرِ
تُهْدَى إِلى حَسْنَاءَ غَانِيَةٍ
وَضَّاءَةٍ كالأَنْجُمِ الزُّهرِ
قَدْ تُسْتَحَبُّ مِنَ الْمُقِلِّ عَلى
أَغْلى النَّفَائِسِ مِنَ يَد المُثْرِي
فَإِذَا انْجَلى وَجْهُ العَرُوسِ بِهَا
فاقَتْ حُلى الْمَلِكَاتِ بِالْقَدْرِ
أَسَلِيلَةُ الأَصْليْنِ مِنْ شَرَفٍ
مَحْضٍ وَنُبْلٍ خَالِصٍ حُرِّ
مَنْ لِي بِمَقْدَرَةٍ تَعِينُ عَلى
تَمْثِيلِ بَعْضِ حَلاكِ فِي شِعْرِ
جُورجيتُ هَلْ وَصْفٌ يُصَوِّرُها
مَاذا يُصَوِّرُ وَاصِفُ البَدْرِ
لَوْ قُلْتُ إِنَّ بَهَاءَ طَلْعَتِهَا
صَافٍ أَغَرُّ كَطَلْعَة الْفَجْرِ
أَوْ قُلْتُ إِنَّ الشَّمسَ قَدْ عَقَدَتْ
تاجاً لَهَا مِنْ مَذْهبِ الشِّعْرِ
أَوْ قُلْتُ إِنَّ الرَّوْضَ أَلْبَسَهَا
أَزْهَى لُبُوسَ الأَغْصُنِ النُّضرِ
أَوْ قُلْتُ إِنَّ الطَّيرَ عَلَّمَهَا
غرْدَ الهِزَارِ وَخِفَّة القُمْرِي
فَأَجَدْتُ فِيهَا النَّقْلَ وَارْتَسَمَتْ
كَالأَصلِ فِي قَسَمَاتِهَا الغُرِّ
مَاذَا تُبَيِّنهُ الْمقَالَةُ مِنْ
عَليَاءِ تِلْكَ الشِّيمَةِ الطُّهرِ
أَوْ مِنْ صَفَاءِ الرُّوحِ فِي مَلكٍ
عَصَمَتْهُ فِطْرَتُهُ عَنِ الوِزْرِ
أَوْ مِنْ شَمائِلَ فِي النُّفُوسِ لهَا
نَفَحَاتُ أَشْتَاتٍ مِنَ العِطْرِ
أَوْ مِن طِبَاقٍ شَأْنُهُ عَجَبٌ
فِي هَذه الْحُورِيَّة البِكْرِ
أَلْحَاظُهَا بِالسِّحرِ آمِرَةٌ
وَحَيَاؤُهَا نَاهٍ عَنِ السِّحرِ
جَبْرِيلُ يَا ابْنَ المَاجِدينَ إِلى
أَسْمَى الْمَنَاسِبِ فِي ذُرَى الفَخْرِ
هِيَ نِعْمَةٌ لِلّه وَاحِدَةٌ
أُعْطِيْتهَا فَزَكَتْ عنِ الْحَصْرِ
بِدُعَاءِ خَيْرِ الْوَالِدَيْنِ وفِي
يُمْنِ الَّذينَ دَعَوكَ بِالصِّهرِ
أَعْطَى فَأَرْضَى تِلْكَ مَكْرُمَةٌ
جَلَّتْ فَمَا أَحْرَاكَ بِالشُّكرِ
فَاهْنَأْ بِزَوْجِكَ وَاسْعدَا وَرِدَا
وِرْدَ الْمُنَى صَفْواً مَدَى الْعُمْرِ
0 أبيات مختارة
عن الشاعر
جبران خليل جبران
مجلس قراء هذه القصيدة
مساحة للتذوق الفني وتبادل الآراء حول الأبيات
