شعار الديوان التميمي

أيا عين بكي توبة بن حمير

للشاعر: ليلى الأخليلية

أيا عَيْنُ بَكّي تَوْبَةَ بن حُمَيِّرِ
بسَحٍّ كَفَيْضِ الجَدْوَلِ المُتَفَجّرِ
لِتَبْكِ عَلَيْهِ مِنْ خَفَاجَةٍ نِسْوَةٌ
بماءِ شُؤُونِ العَبْرَةِ المُتَحَدِّرِ
سَمِعْنَ بِهَيْجا أزهَقَتْ فَذَكَرْنَهُ
ولا يَبْعَثُ الأَحْزانَ مِثْلُ التّذَكُّرِ
كأنَّ فَتى الفِتْيانِ تَوْبَةَ لَمْ يَسِرْ
بِنَجْدٍ ولَمْ يَطْلُعْ مَعَ المُتَغَوِّرِ
ولَمْ يَرِدِ الماءَ السِّدامَ إذا بَدا
سَنا الصُّبْح في بادِي الجَواشي مُوَّرِ
ولَمْ يَغْلِبِ الخَصْمَ الضِّجاجَ ويَمْلأ
الجِفانَ سَدِيفاً يَوْمَ نَكْباءَ صَرْصَرِ
ولَمْ يَعْلُ بالجُرْدِ الجِيادِ يَقُودُها
بسُرَّةَ بَيْنَ الأَشْمَساتِ فأَيْصُرِ
وصَحْراءَ مَوْماةٍ يَحارُ بها القَطا
قَطَعْتَ عَلى هَوْلِ الجِنانِ بِمِنْسَرِ
يَقُودُونَ قُبّاً كالسَّراحِينِ لاحَها
سُراهُمْ وسَيْرُ الرّاكِبِ المُتَهَجِّرِ
فَلَمَّا بَدَتْ أَرْضُ العَدُوِّ سَقَيْتَها
مُجاجَ بَقِيّاتِ المَزادِ المُقَيَّرِ
ولَمّا أَهابُوا بالنِّهابِ حَوَيْتَها
بخاظِي البَضِيعِ كَرُّهُ غَيْرُ أَعْسَرِ
مُمَرٍّ كَكَرِّ الأنْدَرِيّ مُثابِرٍ
إذا ما وَنَيْنَ مُهَلِبِ الشَدِّ مُحْضِرِ
فألْوَتْ بأعْناقٍ طِوالٍ وَراعَها
صَلاصِلُ بِيضٍ سابغٍ وسَنَوَّرِ
أَلَمْ تَرَ أنَّ العَبْدَ يَقْتُلُ رَبَّهُ
فَيَظْهَرُ جَدُّ العبدِ مِنْ غَيْرِ مَظْهَرِ
قَتَلْتُمْ فَتىً لا يُسْقِطُ الرَّوْعُ رُمْحَهُ
إذا الخَيْلُ جالَتْ في قناً مُتَكَسِّرِ
فَيا تَوْبَ للهَيْجا ويا تَوْبَ للنَّدى
ويا تَوْبَ لِلْمُسْتَنْبحِ المُتَنَوِّرِ
أَلا رُبَّ مَكْرُوبٍ أَجَبْتَ ونائِلٍ
بَذَلْتَ ومَعْرُوفٍ لَدَيْكَ ومُنْكَرِ
فأحْرَزْتَ مِنْهُ ما أَرَدْتَ بقُدْرَةٍ
وسَطْوَةِ جبّارٍ وإقدامِ قَسْوَرِ
0 أبيات مختارة

عن الشاعر

ليلى الأخليلية

💬 التعليقات0

يجب عليك تسجيل الدخول لتتمكن من إضافة تعليق.

تسجيل الدخول / إنشاء حساب